الموقع تحت الصيانة

مَطَالِعُ السُّعُود وفَتحِ الوَدُودِ عَلَى تَفِسير أبِي السُّعُودِ

مَطَالِعُ السُّعُود وفَتحِ الوَدُودِ عَلَى تَفِسير أبِي السُّعُودِ

تأليف

الإمام المفسر اللغوي الأديب

أبي عبد الله مُحمَّد بن أحمد زَيتُونَة الْمُنَستِيرِي التُّونسي المالكِي

(ت1138 هـ/1725م)

يعين تطبيقُ زنكي فريقَ تحقيق المخطوطات الأساتذة الباحثين ب”مركز المالكية لتحقيق المخطوطات والدراسات الإسلامية” بتونس لإخراج أعظم كتاب في علم التفسير عرفته البلاد التونسية لخدمة التراث الزيتوني للإمام العلامة المفسر محمد زيتونة: “مطالع السعود وفتح الودود على تفسير أبي السعود”

وهو كتاب ضخم في عشرات المجلدات تتنوع نسخه المخطوطة التي يعمل الباحثون عليها وأنواع الخطوط التي كتب بها. ونضرب مثالا بالخط الأول الذي كتبت به بعض مجلدات الكتاب وهو الخط التونسي الحسيني كما في الصورة رقم 1. تمكن تطبيق زنكي من التعرف الآلي على هذا الخط بنسبة دقة وصلت إلى 94 % في التعرف على الأحرف ونسبة دقة وصلت إلى 88% في التعرف على الكلمات. ونشير إلى أن هذه النسبة قابلة للتحسين. 

وقد سهل التطبيق على فريق الباحثين وعلى رأسهم الدكتور علي علايمي والأستاذ هارونات بولقرينات والأستاذ أيمن بن حميدة مهمة قراءة النص ورقنه وضبطه مع إمكانية مقابلة نسخ المخطوط وإبراز الفرق بينها. وكل هذا بعون الله في وقت قصير جدا يختزل على الباحثين جهد الرقن ونسخ النص والتثبت من الكلمات. 

وقد تمكن تطبيق زنكي من قبلُ من التعرف على عدة أنواع أخرى من الخطوط بنسب مرتفعة كخط النسخ وخط النستعليق والخط الفارسي وخط الرقعة والخط المغربي وغيرها من الخطوط، وتسعى شركة Revampr المطورة لتطبيق زنكي بإذن الله لإضافة ميزات جديدة للتطبيق والمساهمة في خدمة التراث المخطوط وتسهيل ذلك على الباحثين والمحققين. 

المشاريع الإلكترونية لتحقيق المخطوطات

المشاريع الإلكترونية لتحقيق المخطوطات

“إن ما خلفته هذه الحضارة من تراث مخطوط يُعتبر بالمقارنة بما خلفته الحضارات القديمة خصوصا منها اليونانية واللاتينية أضخمَ تراث علمي وأعظمَ ميراث فكري عَرفه تاريخ مختلف الحضارات الإنسانية [1]. وقد كانت المخطوطات في فترات من الخلافة الإسلامية تحفظ في خزائن المكتبات الإسلامية كبيت الحكمة في بغداد ومكتبات الخلفاء العباسيين والأمويين وغيرهم. [2] 

ولكن هذا التراث العظيم قد تعرض أثناء الحروب و الفتن والغارات على العالم الإسلامي للتدمير والضياع والحرق، كالذي حصل في الزحف التتاري على بغداد فألقيت المخطوطات في نهر دجلة وأحرقت حتى اسودت مياه دجلة من مداد الكتب واحمرت من دماء القتلى [3]. كما تمثل العوامل الطبيعية كالرطوبة والأشعة الضوئية والحرارة  والعوامل الكيميائية والبيولوجية مهددا لحفظ المخطوطات. 

فإيمانا بمسؤولية حفظ التراث وصيانته وحمايته من العبث والتلف والضياع، تجد المخطوطات اليوم اهتماما متزايدا من الدول والمؤسسات والمراكز في العالمين الغربي والإسلامي حيث أنشئت أقسام خاصة بالترميم والحفظ والصيانة والمعالجة والرقمنة وأصبحت لصيانة التراث قواعد وطرق وتدابير متّبعة. كما وُظفت الوسائل التقنية وتكنولوجيا المعلومات في خدمة التراث المخطوط فظهرت عدة مشاريع تقنية لخدمة المخطوط العربي سنعرض أهمها في هذا المقال.

أهم المشاريع الرقمية في خدمة المخطوطات 

لخص الدكتور محمد حسني يحيى في محاضرته في الندوة العلمية: “مشاريع تقنية في خدمة اللغة العربية” التي أقامها مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة أهم مجالات رقمنة المخطوطات في ما يلي [4]:

1- المسح الضوئي والتصوير الرقمي

يتيح المسح الضوئي والتصوير الرقمي للمخطوطات نقلَ رصيد المخطوطات على وسيط إلكتروني يساعد المستعمل على الاطلاع على المخطوط الرقمي دون الحاجة إلى الرجوع إلى المخطوط الأصلي مما يحمي المخطوط من التلف أو الحرق وغير ذلك. كما يساعد الباحثين على الوصول إليها عن بعد فيخفض جهد البحث وتكلفة الحصول على المخطوط [2].

وقد وضعت الجهات المختصة معايير دقيقة لمسح المخطوطات (400 نقطة/إنش) وإعدادات مناسبة للماسح من جهة الدقة والألوان ونوع الملف الناتج. [5]

الصورة مأخوذة من موقع مكتبة قطر الوطنية

– رقمنة فهارس المخطوطات

تتمثل الفهارس في تسجيل البيانات الوصفية للمخطوط كعنوانه واسم مؤلفه وتاريخ نسخه ونوع الخط وعدد أوراقه والأسطر في كل وجه وغير ذلك من البيانات. وقد تمت رقمنة عديد الفهارس منها:

  • فهرس المكتبة الأزهرية
  • فهرس المكتبة الوطنية التونسية 
  • برنامج خزانة التراث 
  • فهارس مخطوطات مكتبة المسجد النبوي
  • الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط مؤسسة آل البيت للفكر الإسلام
  • المكتبة الرقمية لمؤسسة الفرقان

3- مواقع وقواعد البيانات لتصفح المخطوطات وتحميلها

توجد عدة مواقع ومكتبات رقمية توفر المخطوطات كاملة للتصفح والتحميل ومجموعات ومنتديات أخرى نذكر منها أمثلة:

مركز ودود للمخطوطات: موقع متخصص في المخطوطات، مصنفة على الموضوعات – 

  • مجموعة فهارس المخطوطات على التلغرام
  • مجموعة جامع المخطوطات على التلغرام
  • مجموعة المكتبة الأزهرية على التلغرام
  • مجموعة مخطوطات مدينة تمبكتو
  • قاعدة بيانات مصورات معهد المخطوطات العربية
  •  مكتبة جامعة ليدن  
  •  مكتبة آستان قدس رضوي   
  •  مكتبة نور عثمانيّة   
  •  مكتبة فيض الله  
  •  مكتبة راغب باشا  
  •  مكتبة تكية حسيب أفندي   
  • مكتبة تكية طاهر أغا    
  • مكتبة دينزلي    
  •  مكتبة يوسف أغا إسطنبول    
  • مكتبة مراد ملا   
  • مكتبة آيا صوفيا   
  •  مكتبة سيريز   
  • مكتبة الفاتح    
  • مكتبة جار الله    
  • مكتبة طرخان   
  •  مكتبة جامعة طهران   
  •  مكتبة حالت أفندي     
  •  مكتبة عاطف أفندي  
  •  مكتبة ولي الدين  
  • مكتبة لا له لي      
  •  مكتبة قيسري راشد   
  • مكتبة رشيد أفندي  
  • مكتبة حاجي محمود   
  •  مكتبة حسن حسني باشا  
  •  مكتبة يني جامع   
  •  مكتبة إزمير    
  • مكتبة علي أميري    
  • مكتبة فاضل أحمد     
  •  مكتبة حافظ أحمد    
  •  مكتبة حكيم أوغلو   
  •  مكتبة يازما باغشلر   
  •  مكتبة السليمية في أدرنة    
  •  المكتبة الأزهرية    
  •  مكتبة أضنة   
  •  مكتبة حسن باشا العامة في جوروم  
  • مكتبة مانيسا العامة   
  •  مكتبة وحيد باشا العامة في كوتاهيا      
  •  مكتبة أنقرة الوطنية   
  • مكتبة جيدك أحمد باشا    
  •  مكتبة نافذ باشا    
  • مكتبة قاضي زاده محمد   
  •  مكتبة إسكي شهر العامة   
  • مكتبة جانقري العامة  
  •  مكتبة أنطاليا تكيلي أوغلو  
  • مكتبة باليكسير في مرمرة   
  • مكتبة سامسون العامة   
  •  مكتبة قليج علي باشا   
  •  مكتبة رستم باشا   
  • مكتبة يوزغات   
  • مكتبة يوسف أغا في قونيا
  •  مكتبة قره جلبي زاده  
  • مكتبة إزميرلي إسماعيل حقي   
  • مخطوطات متحف ومكتبة هل في مينيسوتا   
  • مكتبة مجلس الشورى الإسلامي   
  •  مخطوطات مكتبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة   
  • مخطوطات دار الكتب القطرية   
  •  مخطوطات مكتبة المسجد النبوي   
  • مكتبة لالا إسماعيل – تركيا  

4- تقنيات التعرف على النص الصوري آليا

تتمثل هذه التقنية في التعرف على نص المخطوط آليا وتحويله إلى نص مرقون قابل للتغيير والتعديل بواسطة “التعرف الضوئي على الأحرف” (Optical Character Recognition). يلخص الدكتور محمد حسني يحيى أهم مراحله في الصورة المرفقة. وقد عرفت لخطوط اللاتينية والصينية تقدما كبيرا في التعرف على الخطوط اليدوية والمخطوطات التاريخية في حين لم يكن متطورا بالنسبة للخط العربي لأسباب عدة تجد تفصيلها في مقالنا هذا. ولكن تطبيق زنكي أتى لحل هذا الإشكال وهو يوفر الآن إمكانية التعرف الآلي على المخطوط بعدة أنواع للخطوط كخط النسخ وخط التعليق والخط المغربي وغيرها من الخطوط. ويوفر التطبيق أيضا التعرف الآلي على نصوص المطبوعات سواء الحديثة وكذلك القديمة المطبوعات بالطباعة الحجرية وغيرها.

5- البحث في الصور استنادا على المحتوى  

وذلك بالبحث عن كلمات في المخطوط باستخدام صور الكلمات وهي مناسبة لمن يبحث عن الكلمات المفاتيح في المخطوطات كنصوص الأحاديث أو لمعرفة بدايات الفصول ونهاياتها وغير ذلك. من البرامج المفيدة لذلك برنامج النظام SIAT الذي يسمح بتصفح المخطوطة ومعالجة صور الصفحاات ويقدم خاصية البحث باستخدام صورة للكلمة. وهنا نشير أيضا أن تطبيق زنكي عملية البحث هذه كثيرا فهو يوفر بعد التعرف الآلي على النص المخطوط إمكانية البحث في النص المرقون وسيوفر قريبا إن شاء الله إمكانية البحث في المخطوط نفسه بواسطة نصوص لا بواسطة صور

خاتمة 

تعددت جهود رقمنة المخطوطات في السنوات الأخيرة ويعتبر تطبيق زنكي لبنة من لبنات الصرح الرقمي الخادم للتراث العربي الإسلامي، إذ يأتي مكملا لخدمات التصوير الرقمي والمسح الضوئي والفهرسة الرقمية وقواعد البيانات وغير ذلك. ويمثل زنكي حلا فعالا للتعرف الآلي على نص المخطوطات المصورة  وتحويلها آليا وفي وقت سريع جدا إلى نص مرقون قابل للتعديل والتحويل وغير ذلك.

المصادر

[1] أحمد شوقي بنبين، في الكتاب العربي المخطوط، ص 21

[2] عمر بن عراج، آليات الحفظ الحديثة للمخطوط العربي بين الواقع والآفاق، مجلة رفوف، العدد الرابع

[3] عبد العزيز بن محمد المسفر، المخطوط العربي وشيء من قضاياه، نقلا عن المصدر السابق ص 83

[4] الندوة العلميّة: “مشاريع تقنية في خدمة اللغة العربية”، رقمنة المخطوطات العربية، مجمع اللغة العربية مكة المكرمة، 07/2021

[5] Technical Standards for Digital Conversion

Of Text and Graphic Materials, The Library of Congress,

[6] المصادر الإلكترونية لتحقيق النصوص، د. محمود زكي، شبكة الألوكة

التراث العربي المخطوط

التراث العربي المخطوط

تمثل المخطوطات كنزا حضاريا وثقافيا يُعبّر عن عراقة الأمم ويُبرز ما توارثَته أجيالُها كابرا عن كابر. ويعتبر الكتاب العربي المخطوط بصفة خاصة من أهم ما يُمثل وجود الأمة العربية الإسلامية الحضاري، فـ”إن ما خلفته هذه الحضارة من تراث مخطوط يُعتبر بالمقارنة بما خلفته الحضارات القديمة خصوصا منها اليونانية واللاتينية أضخمَ تراث علمي وأعظمَ ميراث فكري عَرفه تاريخ مختلف الحضارات الإنسانية [1].

 “هذا التراث الضخم الذي آل إلينا من أسلافنا صانعي الثقافة الإسلامية جَدير بأن نَقف أمامه وقفةَ الإكبار والإجلال ثم نسمو برؤوسنا في اعتزاز وشعور صادق بالفخر والغبطة والكبرياء » [2].

ولم نجد -فيما نعلم- وصفا للتراث أدق مما قاله شيخ المحققين الأستاذ عبد السلام هارون رحمه الله إذ قال [3]: 

عبد السلام هارون، إحياء التراث وما تم فيه، المجلة، العدد رقم 114، 1 يونيو 1966

ثم قال -رحمه الله- [3] ” هذه بعضُ أسماءِ علومِهم وفي المكتبات العامة في العالم – وهي تناهز ألفا وخمسمائة على ما أحصاه الفيكونت فيليب دي طرازي في كتابه المسمى “خزائن الكتب العربية في الخافقين”- آثارً خالدةً خلودَ الأهرام وهي جديرة بأن يتعاقب المحققون على تمهيد السبيل للانتفاع بها والاستمداد منها “

فالكتاب العربي المخطوط يمثل أوضحَ الدَّلائل على تقدُّم المسلمين في مختلف العلوم، لذلك تجتهد كثير من المراكز في جمع هذا التراث النفيس وحمايته من التَّلف والضَّياع؛ فـ”بمدينة إسطنبول وحدها يوجد حوالي (124 ألف) مخطوطة معظمها لم يدرس من قبل، وما يوجد في مصر والمغرب وتونس، والهند، والجزائر وسائر المتاحف والمكتبات العالميَّة لا يقل شأوا.

وللأسف فإنَّ عددا كبيرا من هذه المخطوطات الَّتي زخرت بها المكتبات العربيَّة الإسلاميَّة في الماضي فُقد بسبب ما تعرَّضت له الدُّول الإسلاميَّة من حروب وفتن [4]، ويقدِّر بعض الباحثين ما بقي منها بحوالي ثلاثة ملايين مخطوط. [5]

وحقيق أن يُذكر أن المخطوطات المكتوبة بالخط العربي تُصنّف من جهة اللغة التي ألفت بها إلى [4] 

  • النَّوع الأول: “المخطوطات العربيَّة”: وهي الَّتي كتبت باللُّغة العربيَّة -تمييزًا لها عن المخطوطات الإسلاميَّة-.

الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله وسننه وأيامه (صحيح البخاري)، مكتبة لايبزج

مخطوطات بغير اللغة العربية: تركية عثمانية، فارسية، أوردية، تتارية (7000 مخطوط في تتارستان).

"حجَّة الأطبَّاء" -باللُّغة التُّركيَّة- (جامعة الملك سعود بالرِّياض)

"رسالة في الوعظ" باللُّغة الفارسيَّة (مكتبة عبد الله بن عباس باليمن)

هذا ذكر مختصر وغيض من فيض عن التراث العربي الإسلامي المخطوط الذي لا يزال كثير منه بحاجة إلى التحقيق “ولا يزال محققو التراث، وهم المجاهدون المكافحون حقا، في حاجة ملحة إلى تيسير مهمتهم الشاقة الناصبة” [6]

وقد ظهرت في العالم العربي والإسلامي جهود مباركة ومشاريع ضخمة لرقمنة التراث المخطوط وحفظه يمثل تطبيق زنكي لَبِنَةً منها لإعادة إحياء الصرح العلمي العربي الإسلامي العظيم.

المصادر

[1] أحمد شوقي بنبين، في الكتاب العربي المخطوط، ص 21

[2] عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها، مطبعة الخانجي، ط 6، 1995، ص 5-6

[3] عبد السلام هارون، إحياء التراث وما تم فيه، المجلة، العدد رقم 114، 1 يونيو 1966، ص17-18

[4]   هارون بولقرينات، علم المخطوطات تعاريف واصطلاحات، مركز المالكية لتحقيق المخطوطات والدراسات الإسلامية، ص 1 

[5] أيمن فؤاد السيد، الكتاب العربي المخطوط وعلم المخطوطات، ص 1

[6] عبد السلام هارون، إحياء التراث وما تم فيه، المجلة، العدد رقم 114، 1 يونيو 1966، ص 30ِ